القيادات السنّية خارج الحلبة الانتخابية… السنيورة يقود المعركة عن بُعد

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : بالرغم من ان كل المؤشرات والمعطيات توحي بأن الانتخابات حاصلة في موعدها في شهر ايار المقبل، ‏وهو ما أكده وزير الداخلية في مؤتمر صحافي عقده يوم امس معلنا تأمين الكهرباء طوال ساعات النهار ‏الانتخابي حتى اغلاق المحضر في نهاية اليوم، لا يزال كثيرون يشككون بحصول الاستحقاق النيابي في ‏موعده ويخشون حدث او احداث امنية تطيح بالعملية ككل على بعد اسابيع من الانتخابات.‏

وتحاول الوزارات المعنية وكثير من القيادات السياسية قطع الطريق على اي سيناريو يؤدي الى الاطاحة ‏بالاستحقاق إن لاسباب امنية او حتى لوجستية ومالية. اذ تتجه الانظار الى موعد سيحدده رئيس المجلس ‏النيابي نبيه بري لإقرار الاعتمادات الإضافية لإجراء الانتخابات النيابية في الداخل والخارج، والتي أحيل ‏مشروع القانون المتعلق بها من مجلس الوزراء على مجلس النواب بواسطة مرسوم محال من رئيس ‏الجمهورية.‏

تمرد السنيورة مستمر

وشهدت الساعات الماضية حسم المرشحين المفترضين ترشيحاتهم مع اغلاق باب الترشيح منتصف الليل.‏

وبلغ عدد المرشحين حتى الثامنة مساءً، 962 مرشحاً، من بينهم 136 امرأة.‏

وكان اللافت قرار القيادات السنية مقاطعة الانتخابات ترشحا، وبالتحديد رؤساء الحكومات السابقين بدءا ‏بسعد الحريري مرورا بتمام سلام وصولا لنجيب ميقاتي وحتى فؤاد السنيورة. وبالرغم من تأكيد كل هؤلاء ‏ان عدم ترشحهم لا يعني دعوتهم الناخبين السنّة لمقاطعة الانتخابات، تحدثت مصادر واسعة الاطلاع لـ ‏‏”الديار” عن “تفاقم الازمة داخل الساحة السنية خاصة في ظل الكباش غير المسبوق بين السنيورة ‏والحريري ونقمة الاخير على كل من يقرر خوض الانتخابات من نواب ينتمون الى كتلته او قياديين في ‏المستقبل”. واشارت المصادر الى ان “الحريري ابلغ كل هؤلاء بأنه لا يبارك ما يقومون به ولن يدعمهم ‏بأي طريقة من الطرق، اضف انه اوصل للمعنيين ومناصريه رسالة واضحة بأن ما يقوم به السنيورة لا ‏يمثله لا بل يشكل انقلابا على قراره لجهة انصرافه الى تشكيل لوائح ودعم مرشحين سواء في بيروت او ‏طرابلس وغيرها من المناطق.‏

النقمة العونية تتسع

وبالتوازي مع الازمة داخل البيت المستقبلي كما البيت السني، اتسعت النقمة داخل البيت العوني مع ‏اعلان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اسماء مرشحيه. فبعدما كان النائب حكمت ديب ابرز ‏المستائين الذي استبق اعلان الاسماء بالاستقالة من “التيار”، برز في الساعات الماضية امتعاض النائب ‏ماريو عون والنائب السابق نبيل نقولا الذي تم التداول ببيان استقالة قيل انه صدر عنه، قبل ان ينفيه ببيان ‏آخر قال فيه ان “جل ما في الامر انني بعثت الى المجلس السياسي وضمن الديموقراطية داخل التيار عن ‏بعض الملاحظات التي نعاني منها. فوجئت بالتسريب من داخل المجلس الى الإعلام والذي يستلزم ‏المسائلة”.‏

اما ماريو عون الذي اصر على التقدم بترشيحه رغم عدم اعلان اسمه رسميا كمرشح عن “التيار”. ‏وافادت معلومات “الديار” ان عون ممتعض من قرار القيادة اعطاء الاولوية للوزير السابق غسان ‏عطالله بالترشيحات على حسابه. واشارت الى انه لا يزال يدرس خياراته مع امكانية ان يترشح على لائحة ‏اخرى عن تلك التي تضم عطالله.‏

وقالت مصادر مطلعة ان ما طفى الى السطح من امتعاض عوني داخلي ليس الا نقطة في بحر ما يدور ‏داخليا، لافتة لـ “الديار” الى ان ذلك من شأنه ان يؤثر كثيرا على نتائج “الوطني الحر” مع امكانية توجه ‏عدد لا بأس به من المناصرين لمنح اصواتهم لقدامى العونيين الذين سيترشحون على لوائح “الثورة” في ‏اكثر من دائرة.‏

من يدفع اللبناني للانتحار؟

اما على الصعيد الحياتي والمعيشي، فقد تفاقمت الازمة المالية – المصرفية مع تشدد القطاعات الحيوية ‏بموضوع رفض الدفع بالبطاقات المصرفية وحصرها بـ “الكاش”. واستهجنت مصادر نيابية في حديث لـ ‏‏”الديار” ما يحصل في هذا المجال، “فلا المصارف تعطي المودعين اموالهم ولو بالليرة كما لا يُسمح ‏لهم بالدفع بالبطاقات المصرفية وكأن هناك من يريد ان يدفع باللبنانيين الى الانتحار!”‏

وفي الوقت الذي تواصل محطات الوقود تشددها لجهة رفض دفع اي مبلغ بالبطاقات المصرفية، أعلن ‏نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد عن “التوجه في الأيام المقبلة لإيقاف الدفع عبر البطاقة كلياً اذا لم ‏نجد حلا”.‏

في هذا الوقت دعا مصرف لبنان في بيان، المصارف لكي لا تخفض سقوفات السحوبات لزبائنها شهرياً ‏بالليرة اللبنانية نقداً طالما لديها الامكانيات عبر تأمين السيولة بالليرة اللبنانية عن طريق “‏Sayrafa‏”، ‏معلنا ان لجنة الرقابة على المصارف ستقوم من التأكد ميدانياً من وضع السيولة لدى المصارف.‏

Leave A Reply